الجمعة، مايو ٢٦، ٢٠٠٦

نظرية القرود الخمسة

أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص! وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلما. بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا ما من المجموعة سيعتلي السلم محاولا الوصول إلى الموز. ما أن يضع يده على الموز، أطلق رشاشا من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القردة الباقين بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة! بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفا من الماء البارد. الآن ، أبعد الماء البارد، وأخرج قردا من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قردا جديدا ( لنسميه " بن حجر" ) لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد. سرعان ما سيذهب "بن حجر" إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم " بن حجر" أنه إن حاول قطف الموز سينال (علقة قرداتية) من باقي أفراد المجموعة! الآن أخرج قردا آخر ممن عاصروا حوادث شر الماء البارد (غير القرد " بن حجر" )، وأدخل قردا جديدا عوضا عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد. القرد الجديد يذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضربا لمنعه. بم ن فيهم " بن حجر" على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني (علقة) على يد المجموعة. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد (ربما تعويضا عن حرقة قلبه حين ضربوه هو أيضا)! استمر بتكرار نفس الموضوع، أخرج قردا ممن عاصروا حوادث رش الماء، وضع قردا جديدا، سيتكرر نفس الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم. لماذا؟ لا أحد منهم يدري!! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت !
هذه القصة ليست على سبيل الدعابة. وإنما هي من دروس علم الإدارة الحديثة. لينظر كل واحد منكم إلى مقر عمله-واخدين بالكم من مقر عمله دي-. كم من القوانين والإجراءات المطبقة، تطبق بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب البيروقراطي غير المقنع منذ الأزل، ولا يجرؤ أحد على السؤال لماذا يا ترى تطبق بهذه الطريقة؟ بل سيجد أن الكثير ممن يعملون معه وعلى الرغم من أنهم لا يعلمون سبب تطبيقها بهذه الطريقة يستميتون في الدفاع عنها وإبقائها على حالها !!

(على فكرة ، " بن حجر" شخصية حقيقية وتشغل منصب مرموق للغاية ولكن نعتذر عن عدم ذكر اسمه الكامل خوفاً من أن تقوم القردة بمقاضاتنا لتلويثنا لسمعة القرود باسمه)
منقول بتصرف

مش عارفه مين اللي كتبه

6 تعليقات:

Blogger MrMr يقول...

أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

١٠:٣٢ ص, مايو ٢٦, ٢٠٠٦  
Blogger مأمون المغازي يقول...

الغالية مرمر:
أولاً هذه نظرية محاكاة الجماعة في أبسط صورها مقرونة بنظرية بافلوف لكن هذا غير مهم
المهم هو ما أسميه الاستنساخ الإداري وهذه الظاهرة للأسف لا تمارس إلا في مجتمعاتنا مثلها مثل الترقي بحسب السن وليس الكفاءة
وما يراه القرد الأقدم في القفص عيب لابد للقرود أن يتبعوه حتى لوكان الصح هو العيب
الأهم الآن ماذا نتوقع من القرود التي مرت بالتجربة وخرجت لمجتمع الفردة الأوسع من القفص ؟
تعالي نفكر معًا قد نخرج بنظرية .
تحياتي

٣:٤٣ م, مايو ٢٦, ٢٠٠٦  
Blogger ayman_elgendy يقول...

نظرية بافلوف للاستجابة الحسية العصبية

تجربة شهيرة وخرحت منها تفريعات في علوم الادارة والنفس والاجتماع

فكري في الامر بأتساع قليلا ستجدي في المجتمعات المتخلفة هناك كثير من العادات والمعتقدات التي لا تمس برغم عدم معرفة اصولها مثلا لا تليفزيون ولا لبس ملون الا بعد فوات اربعين يوم علي جنازة الميت وهي عادة وثنية فرعونية ورغم ذلك ورغم معرفة البعض بأصلها التاريخي الا ان التواتر الاجتماعي النفسي حافظ علي تلك العادة مثلما حافظ علي خوف القرود من الماء البارد

موضوع شيق تحياتي لكي ولمأمون الغازي

:-)

٩:٣٩ م, مايو ٢٦, ٢٠٠٦  
Blogger asadma7bos يقول...

العزيزة مرمر انت بهذة المقالة الشيقة افهمتنى سبب الاحوال الحياتية السيئة التى نعيشها وسبب دفاع بعض الفئات عن الباطل باستماتة حتى دون ان يكونوا اصحاب مصلحة من بقاء الباطل سائداً
بوست جميل

٩:٥٨ م, مايو ٢٦, ٢٠٠٦  
Blogger MrMr يقول...

هي بالظبط يا اسلام بتاعه الكلب و العضمه بس انا معرفش درستوها في ثانويه عامه ولا لاء

استاذي العزيز مأمون
انا اعرف شويه عن نظريه بافلوف بس نظريه محاكاه الجماعه دي معرفهاش بس هادور عليها:)

ايمن
هي اللي بتخلي القطه بتاعتي تجري علي الشباك لما تسمع كلاكس العربيه بتاعت بابا و بعد كده بقت بتجري عليه كل ما تسمع كلاكس :)
و بالنسبه للعادات اللي محتفظين بيها من الاسلاف حدث ولا حرج
الخرزه الزرقا كان اصلها الفيروز المعمول في شكل تمائم وخصوصا علي شكل الجعران واخدينها برضه عن المصري القديم لحمايه الاجزاء الضعيفه في الجسم
المثلثات المرسومه علي بيوت النوبه و اللي بتمثل عدد الاموات اللي في البيت و بيتحط مثلث جديد كل ما حد من اهل البيت يموت دي برضه من عقائد تقديس السلف هم اللي بيحموهم طبعا دلوقتي بتتعمل بنيه تانيه
بس خد من ده كتير

١١:٢٥ ص, مايو ٢٧, ٢٠٠٦  
Blogger مأمون المغازي يقول...

العزيزة:
مرمر
محاكاة الجماعة نظرية أحاول إثباتها من فترة
طبعًا هناك كثيرين درسوها وبمسميات متعددة
الجميل فيها أنها تربط بين علم النفس وعلم الاجتماع
لفتت انتباهي أيام الجامعة
وترينها عند مشاهدة المباريات وجربتها على نفسي
بصفتي لست من مشجعي الكرة
إلا أنني أجد نفسي مندفعًا عند التشجيع ومع أي فريق لا أدري
لا حظيها في فيلم ( احنا بتوع الأتوبيس )
لا حظيها في الثلاثية
لا حظيها في التظاهرات
لاحظيها ( ليس في المجتمع الإنساني ) في كل المجتمعات الحيوانية)
لا حظيها في القبائل والعائلات الكبرى
شيء فعلاً جدير بالدراسة
آسف وجعت راسك
تحياتي

٣:٠٢ م, مايو ٢٧, ٢٠٠٦  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية